قال تعالى: ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) آل عمران-159 , وقال تعالى: ( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) فصلت-34
قال رسول الله صلى الله عليه: ( إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً ) , وقال صلى الله عليه وسلم: ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ) رواه الترمذي , وعن أنس رضي الله عنه قال:" كان رسول الله صلى الله أحسن الناس خلقاً ".
يقول أبو بكر الجزائري:" الخلق هيئة راسخة في النفس , تصدر عنها الأفعال الإرادية الاختيارية من حسنة وسيئة , وجميلة وقبيحة , وهي قابلة بطبعها لتأثير التربية فيها , فإذا ما ربيت هذه الهيئة على إيثار الفضيلة والحق وحب المعروف والرغبة في الخير , وروضت على حب الجميل وكراهية القبيح, أصبح ذلك طبعاً لها تصدر عنه الأفعال الجميلة بسهولة ودون تكلف , ويقال فيه خلق حسن ..
كما أنها إذا أهملت فلم تهذب التهذيب اللائق بها ولم يُعنَ بتنمية عناصر الخير الكامنة فيها , أو ربيت تربية سيئة حتى أصبح القبيح محبوباً لها والجميل مكروهاً عندها , وصارت الرذائل والنقائص من الأقوال والأفعال تصدر عنها بدون تكلف , ويقال فيها خلق سيء .. ".
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسـان
حَسَن الخلق تجده سعيداً مسروراً , باسط الوجه والكف , قريباً من الناس , كاف الأذى , معيناً حليماً , صبوراً شكوراً , هشاً خفيفاً , بشاً أميناً , إذا أقبل
أتى بالخير وإذا أدبر بقي أثره.
أحسن إذا كان إمكان وقـدرة فلن يدوم على الإحسان إمكـان
فالخلق الحسن سعادة في الدنيا وراحة , ونعيماً في الآخرة ومتاعاً.
قال الحسن: من ساء خلقه عذب نفسه. وقال ابن القيّم رحمه الله:" الدين كله خلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين ".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً , وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً , وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ) أبو داود.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق , وإن الله يبغض الفاحش البذي ) رواه الترمذي.
وحُسن الخلق مع الله يكون بالرضا بحكمه شرعاً وقدراً , والانشراح له وعدم التضجر أو الأسى والاعتراض , فإذا قدر الله على المسلم شيئاً يكرهه يرضى ويستسلم ويصبر , وإذا حكم عليه حكم شرعي رضي وانقاد لشريعة الله تعالى , بصدر منشرح ونفس مطمئنة. أما مع الخَلْق فيكون بكف الأذى وبذل الندى وطلاقة الوجه , عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ) أبو داود.
من سالم الناس يسلم من غوائلهم وعاش وهو قرير العين جـذلان
كان من دعائه صلى الله عليه وسلم: ( اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت , وأصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلاّ أنت ).
0 التعليقات:
إرسال تعليق