ضابط الانفعـالات





إذا عمَّ بالسَّراء أعقب شكرها       وإن مسَّ بالضراء أعقبها الصبرُ
وما منهما إلا لـه فيه نعمـة       تضيق بها الأوهام و البرُّ والبحرُّ
    الضابط الأول والأخير للانفعالات النفسية , والجسمية للمرء , قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "عجبا لأمر المؤمن. إن أمره كله خير. وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن. إن أصابته سراء شكر. فكان خيرا له. وإن أصابته ضراء صبر. فكان خيرا له". فحال المؤمن إما إلى سراء أو إلى ضراء.
    فإذا قدّر الله عز وجلّ له الخير والنعمة , فلا يبخل ويشح ويمسك , أو يفرح ويبطر ويطغى , أو يسرف ويكفر ويفسد في الأرض , بل يحمد الله عز وجل ويشكره , ويحافظ عليها ويسلك فيها مسلك الوسط والاعتدال , ويتقرب إلى الله تعالى بهذه النعمة , فينال بذلك أجر الشاكرين.
    وإذا قدّر الله عز وجلّ عليه البلية والمصيبة , فلا ييأس ويمل ويضعف , أو يتضجر ويسخط ويعجز , أو يقنط ويكفر ويقسو قلبه , بل يصبر ويحتسب , وينتظر الفرج والمخرج من عند الله تعالى , ويسلي نفسه بالأجر العظيم , والسعي لتخفيف مصيبته بالرضا والتسليم واليقين بأن النصر مع الصبر , وأن العسر مع اليسر , وأن الفرج بعد الشدة , وأن الخيرة فيما اختاره الله تعالى , فينال بذلك أجر الصابرين.ت
لكل من الأيام عندي عــادة        فإن ساءني فصبر وإن سرني فشكر

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Grants For Single Moms | تعريب وتطوير : باســـم .