عن ابن مسعود رضي الله عنه: أنَّ رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: (الصلاة لوقتها، وبرُّ الوالدين، ثم الجهاد في سبيل الله).
وفي رواية أخرى: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: (الصلاة على ميقاتها). قلت: ثم أي؟ قال: (ثم بر الوالدين). قلت: ثم أي؟ قال: (الجهاد في سبيل الله). فسكت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو استزدته لزادني.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم. قال "رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف" قيل: من؟ يا رسول الله! قال "من أدرك أبويه عند الكبر، أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة".
وعقوق الوالدين من أكبر الكبائر , بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحذر منه , جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما الكبائر؟ قال: (الإشراك بالله). قال: ثم ماذا؟ قال: (ثم عقوق الوالدين). قال: ثم ماذا؟ قال: (ثم عقوق الوالدين). قال: ثم ماذا؟ قال: (اليمين الغموس). قلت: وما اليمين الغموس؟ قال: (الذي يقتطع مال امرئ مسلم، هو فيها كاذب)
وقال صلى الله عليه وسلم: (أكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور، وشهادة الزور - ثلاثاً - أو: قول الزور). فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت.
وبر الوالدين وصلة الرحم , من الأسباب المعروفة للزيادة في العمر والبركة في الرزق بإذن الله سبحانه , عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من سره أن يبسط له في رزقه، أو ينسأ له في أثره، فليصل رحمه).
من فضل الله ورحمته أن أعد لكل من الوالدين باباً في الجنة , يتفتح بالخير على الولد كلما خرج يسعى لهما , ويحسن إليهما ويصبر عليهما. وتتساقط عليه رحمة الله تعالى مدام حريصاً على إرضائهما , فإن أغضبهما أو أغضب أحدهما , غضب الله عليه , وأغلق دونه باب الخير.
فألزم بر الوالدين وطاعتهما , ففيهما سعادة الحال , وراحة البال , والرزق وانشراح الصدر , وتوفيق العبد وسداده , وحفظه من العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وفي كل الأمور سبحانه , وقد ربط الله عز وجل بر الوالدين بعبادته إعلاناً لقيمة هذا البر عنده جلا وعلا , قال تعالى: ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ) الإسراء-23
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن الله عز وجل حرم عليكم عقوق الأمهات. ووأد البنات. ومنعا وهات. وكره لكم ثلاثا: قيل وقال. وكثرة السؤال. وإضاعة المال).
وعلى الوالدين أن يكونا عوناً لأبنائهم على طاعة الله عز وجل , والقيام ببرهما , والتيسير عليهم , والرحمة بهم , والصبر عليهم , والحلم بهم , وحُسن التربية والتوجيه لهم , مما يكون عوناً للأبناء , وبراً للآباء.
0 التعليقات:
إرسال تعليق