من ترك شيئاً لله عوضه خيراً منه , فما عند الله خير وأبقى , يقول ابن سيرين: "سمعت شريحاً يحلف بالله ما ترك عبد لله تعالى شيئاً فوجد فقده" , فترك الشهوات أمر عزيز والخلاص منها شيء عسير , ولكنه يسير على من يسره الله تعالى عليه , فمن اتقى الله عز وجل واستعان به , كفاه وأعانه ووفقه وسدده , وعوضه خيراً إن اخلص لله تعالى.
تريدين إدراك المعالي رخيصـة ولابد دون الشهد من ابر النحـل
فالعوض من عند الله تعالى يجد فيه العبد اللذة والسرور , والفرحة والحبور , عند التغلب والانتصار على هذه الشهوات , فيحس العبد بالحرية والاستقلال والسعادة , والانتصار على نفسه والهوى والشيطان , فيظفر بخيري الدنيا والآخرة, ( فاللّهم اغننا بحلالك عن حرامك , وبفضلك عمن سواك , وبطاعتك عن معصيتك ).
- فمن ترك الاعتراض على قدر الله , وسلم لربه جميع أمره , رزقه الله الرضا واليقين, وأراه من حُسن العاقبة مالا يخطر على بال.
- ومن ترك الكذب , ولزم الصدق , كان عند الله صديقاً, ورزق لسان صدق بين الناس.
- ومن ترك الخوف من غير الله تعالى , سلم من الأوهام , وآمنه الله من كل شيء , وأصبح قوي النفس مقداماً.
-ومن ترك الربا , المحرم في الكتاب والسنة قليله وكثيرة , والكسب الخبيث , فتح الله له أبواب الخيرات والبركات.
- ومن ترك الوقيعة في أعراض الناس , عوض السلامة من شرورهم , ورزق التبصر في نفسه.
- ومن ترك التدخين , وكافة المسكرات , أعانه الله وأمده بلطفه , وعوضه صحة وسعادة حقيقية, لا تلك السعادة الوهمية.
- ومن ترك الانتقام والتشفي , مع قدرته عليه , عوضه الله انشرحاً في الصدر وفرحاً في القلب.
- ومن ترك الذهاب للعرافين والسحرة , المحرم شرعاً والمحظور أصلا , رزقه الله الصبر , وصدق التوكل وتحقيق التوحيد.
- ومن ترك العشق وتجرع غصصه , واقبل على الله , رزقه الله السلوى والعزة في النفس , وملئ قلبه بالحرية ومحبة الله تعالى , وسلم من اللوعة والذلة والأسر.
وهكذا من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه , فالجزاء من جنس العمل.
0 التعليقات:
إرسال تعليق