لــوم النفس



لعل عتبك محموداً عواقبه        وربما صحت الأجساد بالعلل
    من الأشياء الإيجابية في النفس البشرية , أن يكون اللوم فيها معتدلاً , وذلك لأنه أمر فطري وقوة نفسية , ومشاعر تعتلج في النفس عند الزلة أو الخطأ.
    فإما أن توجه وتصرف في صورة إيجابية دافعة إلى الأحسن والأفضل , وإما أن يأسر لوم النفس المرء فيعيش في الهم والغم واليأس , فيفقد الأمل من التوبة والإصلاح , وهذا ما حُذِر منه المبالغة في لوم النفس , فهو يورث الاكتئاب والملل , ويؤدي إلى تحطيم النفس , وقدراتها , والحد من إمكاناتها.
    قيل لنابليون: كيف كنت تولِّد الثقة في جيشك ؟
    فأجاب: كنت أرد بثلاث على ثلاث.
    من قال: لا أقدر قلت له: حاول , ومن قال: لا أستطيع قلت له: تعلّم , ومن قال: مستحيل قلت له: جرب.
    فإذا بدأت تلوم نفسك فيمكن أن تصاب بحزن شديد , يتولد عنه عجز ويأس وضعف , وقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك , وحثنا على أن نقول إذا غلبنا أمر ( قدر اله وما شاء فعل ) و ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) رواه أبو داود.
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( احرص على ما ينفعك واستعن بالله. ولا تعجز. وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا. ولكن قل: قدر الله. وما شاء فعل. فإن لو تفتح عمل الشيطان ).

    فلنبدأ من جديد , ونعمل كل مفيد , ونستمر حتى نعطي أنفسنا قوة يتولد عنها خفة ونشاط للعمل والانجاز والرقي للأمام.
   
         أتيتك تائباً  من كل ذنـب        و خير الناس من اخطأ فتابـا
         أليس الله يُستعفَى فيعفـو          وقد ملك العقوبة والثوابـا ؟

    عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى اللّه عليه سلم: ( كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون ) رواه الترمذي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Grants For Single Moms | تعريب وتطوير : باســـم .