الفـــشل


    كان أديسون يقوم بأبحاثه وتجاربه الخاصة بأحد اختراعاته , فلاحظ معاونوه في العمل أنه أجري أكثر من مائة تجربة , انتهت كلها بالفشل , ومع ذلك يصر على الاستمرار , فسألوه ما فائدة هذه المحاولات ؟ فقال: أننا عرفنا أكثر من مئة طريقة لا تؤدي إلى الغرض المنشود.


    الفشل طريق النجاح , وإن أي فشل نسقط فيه فإن بعده نجاح كبير, إذا استطعنا أن ننهض , فالعبرة ليست في السقوط بل في النهوض من جديد.
      لولا اشتعال النار فيما جاورت      ما كان يعرف نفح طيب العود
    فمتى ما ذقنا الفشل , وتجرعنا مرارة الألم و عندها نمتلئ بالعزم والحزم و والقوة والإصرار , لنصل لنجاح كبير يسحق الفشل المرير , بعد أن انقطع بنا الطريق , وأظلم بنا المسير, فشياطين الإنس والجن , تتسلط على الأرواح الضعيفة, والنفوس المستسلمة الهزيلة.


    فما من تميز ولا نجاح , ولا تألق ولا انتصار , ولا اختراع ولا ارتقاء , ولا ريادة ولا قيادة , إلاّ وقد مر بطريق الفشل , وجرب غصص الألم , فمن لم يذق الفشل لم يعرف طعم النجاح.
    يقول الشافعي رحمه الله:
كلما أدبني الدهَــــر       أراني نقـص عقـلــي
وإذا ما ازددت علمــاً       زادني علماً بجهــــلي

فالناجح يستقي دروس و عبر , وعظات وحكم , من مدرسة الفشل التي مر بها , فينتبه لما يمر به في حياته ومسيره ..
    بل إنه يمر بتجارب جيده في صقل نفسه وشخصه , وإثراء عقله ولبه , فيبقى أثرها فعالاً طوال عمره بإذن ربه.
    فعلينا أن نعود إلى الله تعالى ونستمد منه القوة والثبات والنصر والسداد ( اللهم اهدني وسددني, وألهمني رشدني, وأعذني من شر نفسي ).

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Grants For Single Moms | تعريب وتطوير : باســـم .