يقول ابن رجب رحمه الله:" ومن لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب , واليسر بعد العسر , أن الكرب إذا اشتدَّ وعظم وتناهى , وحصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين , تعلق قلبه بالله وحده , وهذا هو حقيقة التوكل على الله , وهو من أكبر الأسباب التي تطلب بها الحوائج , فإن الله يكفي من توكل عليه كما قال تعالى: ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) الطلاق-3
فإذا اشتد الكرب , وعظم الخطب ,كان الفرج حينئذ قريباً في الغالب , قال تعالى: ( حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنْ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ) يوسف-110
.. ومن لطائف أسرار اقتران الفرج باشتداد الكرب , أن العبد إذا اشتد عليه الكرب , فإنه يحتاج حينئذ إلى مجاهدة الشيطان , لأنه يأتيه فيقنطه ويسخطه , فيحتاج العبد إلى مجاهدته ودفعه , فيكون في مجاهدة عدوه ودفعه , دفعُ البلاء عنه ورفعه بإذن الله تعالى".
قال تعالى: ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) الأنعام-17
تجري المقادير إنْ عسراً وإنْ يسـراً وللمقادير أسبابٌ وأبـــوابُ
ما اشتدّ عسرٌ ولا انسدَّت مذاهبـه إلاّ تفتّح من مسـروره بــابُ
0 التعليقات:
إرسال تعليق