القــراءة



    قال القاضي الجرجاني:
    ما تطعَّمت لذة العيش حــتى          صرت للبيت والكتاب جليساً
    ليس شيءٌ عندي أعزَّ من العلم          فما أبتغي سواهُ أنيســــاً
    إنما الذلُّ في مخالطة النـــاس         فدعهُم وعِشْ عزيزاً رئيســاً
    وقال ابن الأعرابي:
   لنـا جلساء ما نمـلُّ حديثهـم         ألبَّاء مأمونون غيباً ومشهــداً
   فإن قلت أموات فما أنت كاذبٌ         وإن قلت أحياء فلست مُفنِّـداً
    قال الخطيب البغدادي:" ومع ما في الكتب من منافع عميمة , ومفاخر عظيمة, فهي أكرمُ مالٍ , وأنفس جمالٍ , والكتاب لآمن جليس , وأسرُّ أنيس , وأسلم نديم , وأفصح عليم ".
    العقل يحتاج لنماء كما يحتاج البدن لغذاء , فالثقافة والقراءة في كل ميدان  مفيد وجميل , والنهل من كل جديد وقديم , والتنوع في كل غريب وعجيب , والإبحار في كل زمان ومكان , ينقل العقل والفكر والنفس من حال إلى حال , ويوسع المدارك , ويزيد البهجة , ويسعد القلب , وينمي الفكر لدى الشخص.
    يقول ابن الجهم:" إذا استحسنتُ الكتاب واستجدتُه , ورجوتُ منه الفائدة , ورأيت ذلك فيه فأنا ساعة بعد ساعة أنظر كم بقي من ورقة أخاف أن ينفذ , وتنقطع المادة ".

    فالامتداد الثقافي والعلمي غير المنقطع يمكن النفس من اكتشاف المستجدات , وفتح نوافذ المعلومات , واكتساب الخبرات , مما يحد العقل من خموله وجهله وقصوره , فالحي ليس كالميت , والعلم ليس كالجهل , والنور ليس كالظلام.
    قال تعالى: ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ ) الرعد-16
    يقول الملك عبدالله حفظه الله:" لا يغنيك كتاب قرأته في المساء عن كتاب تقرأه في الصباح ".
    فهذا يعني بالضرورة أن يكون هناك وقت للقراءة ووقت للعمل ووقت للراحة ووقت للبحث ووقت للتفكر ووقت للاطلاع في شتى المجالات وجميع التخصصات , حتى تتنوع المعلومات , ويلمم ببعض الثقافات التي تساعد على تشكيل حصيلة علمية رائعة تؤهل الإنسان لخوض خضم الحياة بنور وبصيرة , ووصول لثُريَّا بعيداً عن الثرى.
نعم المحدِّث والرفيق كتـابُ         تلهو به إن خانكَ  الأصحابُ
لا مفشياً للسرِّ إن أودعتـهْ        و تنال حكمـةٌ وصــوابُ

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Grants For Single Moms | تعريب وتطوير : باســـم .