إخــــــــــاء وصـــداقة



كانا صديقين وفيين, قد صفا بينهما الود, وارتفعت بينهما الكلفة, واشتدت حاجة كليهما الى صاحبه, حتى لم يكونا يفترقان الا كارهين, وقد استقام لهما الود الخالص والحب الصافي,

مالم يقدر احدهما لصاحبه  على شيء من متاع الدنيا.

ثم اتيح لاحدهما حظ من قوة, فأسدى الى صاحبه طرفا من خير, فما هي الا ان تستحيل الصلة بينهما الى شيء معقد اشد التعقيد, فيه عدم الاعتراف بالجميل يعكر صفو المودة, وفيه

الاستزادة من النفع, ودخول المنفعة بين الاصدقاء مفسدة للصداقة, وفيه المودة اذا لم ينل صاحب المنفعة ما ينبغي -وحاجة من عاش لا تنقضي- كما يقول الشاعر القديم- ودخول المودة

بين  الاصدقاء -حين لا يبلغ احدهم من نفع صاحبه ما يريد - اول مراتب العداء وفيه الحسد, والحسد يأكل المودة كما تأكل النار الحطب. ثم فيه الجحود, والجحود لا يفسد الود وحده

ولكنه يفسد المروءة ايضا.

ايجب ان يعجز الاصدقاء عن ان ينفع بعضهم بعضا, لتصح بينهم الصداقة, وليخلص بينهما الإخاء, لا ادري ! ولكني اعلم ان ليس اخطر على المودة الخالصة من دخول المنفعة بين صدقين.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Grants For Single Moms | تعريب وتطوير : باســـم .